|

حروب البيع و الشراء .  

الكاتب : الحدث 2022-03-25 12:10:02

تعتصر قلوبنا و الكوارث و النكبات تزداد ضراوتها حين تكون مدمرة و بشعة ، و نرفع أكف الضراعة لخالق الناس ومالك الناس و إله الناس بأن يُعيذنا من شر الوساس الخناس و من البطش المروع من سفهاء الناس ، فجنة الأرض لايحلو العيش بها بلا أمان و لا سكينة ، ومقالنا يتمحور حول عذاب الشعوب المنتظر من الحروب ! ، فالحرب ساحة سوق كباقي أحوال الحياة ، بها الرابح وبها الخسران ، وبها أسواق تتسع على حساب الإنسانية و أذيتهم ، ومنها أسواق منكرة تندى لذكرها بنات أفكاري و تفهمها ألبابكم الناصحة ، و ذلك لقلة العائل أو تشرد العائلة ، و منها أسواق تحتكر لقمة العيش و قوام صلب الإنسان فلا يأكل إلا بأغلى الأثمان و يجوع بعض الأيام ، و منها أسواق المعلومات الحساسة وبيعها للمعادين وهذه الأسواق لا يلجأها إلا الخونة أو المنافقين فيبيعون أوطانهم و يسعون للكسب المادي على حساب أمن بلادهم و رخاء مجتمعهم ، و منها أسواق التظليل الإعلامي و الحربي وهذا السوق يدخل فيه منصات الإعلام المختلفة الهادمة للهمم و العزائم ، و أسواق الأسرار و المخبرين الذين يعطون أخبار و بيانات مضللة للعدو وهذا مايندرج تحت الكذب المحمود ، و في هذه الأيام نشهد أسواق تغيرت قواعد نهجها وخاصة أسواق البنوك ، فقد اتضح أن الرصيد ليس ملك للعميل إن أرادت الدول منع العميل من سحب الأرصدة ، و كشفت الأيام أن التجارة بعيداً عن بلد التاجر ربما تكون حبر على ورق ، فلا أفضل من الأستثمار داخل البلد ، ومنها بطاقات الإئتمان و الأوراق المالية العالمية و أسواق الذهب ، كل هذه الأسواق يعبث بها عنصر واحد يسمى الجشع و سيهلك الحرث و النسل ، و من الحرث الأراضي الخصبة التي تعطي الغذاء و الأمان من جوع عالمي للدول التي لاتزرع غذاؤها و لا تكتفي بالمؤن ، وتستورد كل حاجياتها من الدول الغنية، إما لقلة الموارد المائية و إما لكثرة السكان ، و لابد بعد هذه المتغيرات من الإعتماد على الطاقة الكامنة للأرض و الطاقة البشرية للإكتفاء بالمنتوجات المحلية أو الوطنية ، ففي كل أمر المؤمن خير .

 

الكاتب / لافي هليل الرويلي